مجاعات مصنوعة

المجاعة التي تفتك حالياً بالملايين في القرن الإفريقي، وتصل المأساة فيها إلى أنه حتى المعونات الغذائية يتم السطو عليها من قبل العصابات المسلحة، التي تبحث عن الطعام بأي ثمن، ولو أدى ذلك إلى قتل الآخرين أو موتهم جوعاً، لا تعكس حرب الطبيعة على بعض المناطق بالجفاف والفقر، فتلك المنطقة من أغنى مناطق العالم بالثروات الطبيعية المعدنية والنفطية، وتقع في أكثر بقاع الأرض أهمية من الجانب الجيواستراتيجي، لكنها تعكس خطل السياسات، التي تحكم العلاقة بين البشر وإسقاط الجانب الإنساني من الحسابات، في النظرة إلى المصالح السياسية والاقتصادية للدول الكبرى، فهل من الطبيعي أن يكون سكان تلك المناطق الاستراتيجية والغنية، هم أكثر الناس فقراً وجهلاً وتمزقاً قبلياً وحروباً أهلية؟
إن العالم المتقدم قادر على تنمية الكثير من مناطق إفريقيا بشرياً، وتعليمياً، واقتصادياً، وبطريقة لا تؤثر كثيراً في مصالحه في النفط والغاز الطبيعي والأرض والمياه، وما تتضمنه من مدخلات الإنتاج الغذائي والأخشاب وغير ذلك الكثير، فلماذا يفضل ذلك العالم الطريق الأسوأ، الذي يقوم على إبقاء تلك المناطق في جوف ثالوث الفقر والجهل والمرض؟
ربما لأنه يتعامل معها بوصفها مستعمرات فقط، ولا يجوز أن يتقدم سكانها بطريقة تؤهلهم للتعامل مع الغرب المتقدم بشيء من الندية والتكافؤ. فقد ظهرت في أربعينات القرن العشرين دراسة بريطانية أعدتها اللجنة الملكية للسكان، ورأت تلك اللجنة أن نفوذ بريطانيا مهدد بالتراجع، بسبب زيادة السكان في المستعمرات، وتأسيساً على ذلك جاءت دراسة هنري كيسنجر في العام 1974، التي تقرر أن زيادة عدد السكان في دول بعينها تشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة، وقد اعتمد الرئيس جيرالد فورد تلك الدراسة كسياسة رسمية، وطلب من أجهزة الدولة تنفيذ توصياتها، التي يقترح فيها كيسنجر، فرض سياسة تحديد النسل في تلك الدول، وتخفيض حجم المعونات الغذائية للدول، التي لا تلتزم بسياسة تحديد النسل، لكنه يشير أيضاً إلى أن المجاعات العالمية يمكن أن تغني عن تحديد النسل، وتبيد الفائض البشري.
فالمجاعة إذاً، وسيلة من وسائل السياسة في تطويع الجغرافيا والتاريخ والسكان لمصالح معينة، مثلها مثل تحديد النسل، أو الحرب الأهلية أو غيرها، ويمكن صناعتها أو وقف صناعتها، وفي ضوء تلك السياسة، لم يعد مستغرباً أن نجد بلاداً تجري فيها أنهار كبرى، وآلاف الينابيع، ومع ذلك تستورد زجاجات المياه المعبأة.

والله لو شوفتوا الصومال

هتتبرعوا بكل مالكوا

بجد حاجة تتعب القلب

انا شوفت ام بتحتضر من قلة الاكل

وأولادها حواليها

لا حول ولا قوة الا بالله

الحمد لله الزى عافانا مما ابتلى به غيرنا

تسمل ايديك عاشقة القرءان