خرجت اليوم من منزلي ولا اعرف إلي أين سوف أذهب فلم
أدري إلا وأنا في المكان الذيي جمعني دائماً بأحب الناس إلي
قلبي أسف في المكان الذي كان يجمعني بمن كان أحب الناس إلي قلبي .
فشعرت أن المكان ليس كما كان فكل الوجوه يكسوها حزن
وعبوس لم أعهده عليهم من قبل
حتي البحر ليس كما هو أكاد لا اشعر بموجهي ولا أجد له ريح
فنظرت وقلت ما غير الحال ؟ فهل المكان لا يريد وجودي فلم
أجد من يجيب فجلست أتحسس المكان لعلي أجد من يجيب
وبعد صمت رهيب كأني في دنيا الأموات
سمعت صوت أعرفه جيداً وهو صوت البحر الذي أعشقه قال
هل تسأل قلت له نعم فقال لك الله يا إنسان وصمت بعدها
دقائق وقال أنظر حولك وقول هل تري ما ينقص المكان
فتسرعت وقلت لا شيء ينقص المكان فكل شيء كما تركته
آخر مرة ، فصمت مرة ثانيا وبعد فترة قال هل كنت تجلس هنا بمفردك فتبسمت وقلت له لا
.
فقال البحر كنت أجلس أنا وموجي والرياح والنجوم نستمع
لحديثك أنت والقلب الذي كان يجلس بجوارك لنتعلم منكم كيف
نحب ، كنا ننظر إلي أيديكم وهي تتشابك وشعرنا أن في تشابكها أنه لا فراق .
وصدقني يا إنسان حينما أقول لك إننا كنا ننتظر قدومكم بفارغ
الصبر حتي نتعلم منكم الحب الذي وهبه الله لكم
حتي نظل بعد رحيلكم نحكي ما شاهدناه وكنا نصف حبكم بالحياة.
هناك فقط وبكل صدق وجدت الدمع قد انهمر من عيني دون
توقف ففتحت قلبي إلي من يهتم بأمري
وقلت لقد أختارمن كنت أظن يوماً انه لي ليس لغيري أن
يشارك غيري مشوار الحياة بعد ما كنتم تسمعون منه أجمل
العهود وأحسن العبرات ، لقد رسمنا معاً هنا أجمل الأحلام
فذهبت هذه الأحلام كما تذهب نسمة الصيف عندما يحين الشتاء
، فليست الدنيا كلها صيف ولا أريدها شتاء .
فأين الربيع هل تاه في زمان يشقي فيه السعيد ، فلا تتعجبوا
جميعاً فهذا قدراً قد قدره رب كل زمان ومكان
فنظرت في أعيون من حولي فلم أجد غير الدمع يملاء المكان
فقلت لهم لا تحزنوا فعزائي إنه سوف يسعد في دنيا لم أجد
فيها من بعده إلا الشقاء .
فلتسعدي حبيبتي وتمرحي في دنيتك الجديدة ولتتركيني أعيش
ماضيك حتي تسعدي بمستقبلك
وأما الآن أنا تلميذ في مدرسة من كان يتعلم الحب علي يدي
أنامريض في زمان قد شح فيه الدواء استحلفكم بالله لا
تتركوني أعاني فمهما كانت مرارة الدواء فقد تعود جسدي مرارة اللسان .
فصمت الجميع ثم تحدثوا بصوت واحد
دواءك النسيان فان لم ينفعك ذلك الدواء فلتبحث عن آخرفي دنيا الأموات